في خطوة تاريخية لدعم رعاية مرضى الزهايمر في المملكة العربية السعودية، أعلن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث (KFSHRC) وشركة “إيلي ليلي” السعودية، عن توقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز رعاية مرضى الزهايمر وتحويل مركز الأعصاب بالمستشفى إلى مركز إقليمي متميز لعلاج هذا المرض. تأتي هذه الاتفاقية في إطار التزام الطرفين بتطوير الابتكارات الطبية وتحسين جودة الحياة للمرضى وعائلاتهم.
رؤية طموحة لتحسين رعاية مرضى الزهايمر
تشمل مذكرة التفاهم عدة مبادرات رئيسية تهدف إلى توطين التكنولوجيا المتقدمة وتعزيز القدرات المحلية في المملكة. ويشمل ذلك نقل المعرفة التقنية لإنتاج عوامل التصوير الإشعاعي وتصنيعها محليًا، مثل عوامل التصوير بالرنين البوزيتروني (PET) المستخدمة في الكشف عن مرض الزهايمر، والتي تحمل إمكانات تصديرية لتعزيز مكانة السعودية كمركز إقليمي رائد في هذا المجال.
التعاون في التعليم والتدريب
تهدف الاتفاقية أيضًا إلى تثقيف وتدريب المتخصصين في الرعاية الصحية في السعودية حول الأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر. وسيتم توفير برامج تعليمية شاملة تشمل أحدث الأبحاث العالمية وأفضل الممارسات الطبية العالمية في مجال الرعاية. ويُعد هذا التعاون نموذجًا لتبادل المعرفة والتكنولوجيا بين مؤسسات الرعاية الصحية الرائدة وشركات الأدوية العالمية.
تعزيز التشخيص المبكر والتقنيات المتقدمة
صرّح الدكتور نجيب قاضي، مدير مركز الأعصاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي، قائلاً:
“يمثل توقيع مذكرة التفاهم مع شركة إيلي ليلي خطوة تحولية في التعامل مع مرض الزهايمر. من خلال التكنولوجيا المتقدمة لتصوير PET، سنمكن من تحقيق تشخيصات مبكرة وأكثر دقة، مما يمنح المرضى فرصة لتحسين النتائج وجودة الحياة. كما أن نقل المعرفة والتكنولوجيا سيضمن تجهيز المتخصصين السعوديين بأحدث التطورات، ما يعزز قدرتهم على تقديم رعاية طبية عالمية المستوى.”
وأضاف أن هذا التعاون يرسخ التزام المستشفى المستمر برفاهية المرضى وعائلاتهم، ويدعم رؤية المملكة في تعزيز الرعاية الصحية باستخدام الابتكارات الطبية الحديثة.
دور “إيلي ليلي” في تعزيز الرعاية الصحية في السعودية
من جانبها، قالت إيرينا زابوروزيتس، رئيسة “إيلي ليلي” في الشرق الأوسط وتركيا:
“نحن ملتزمون بجلب تقنيات الكشف المبكر عن الأمراض مثل الزهايمر إلى السعودية. ومن خلال دمج خبراتنا مع مستشفى الملك فيصل التخصصي، نهدف إلى تحقيق تقدم نوعي في تشخيص وعلاج الزهايمر.”
وأشارت إلى أن هذا التعاون سيمهد الطريق لإنتاج مواد تصوير PET مثل عوامل أميلويد وتاو، والتي ستُستخدم في تصوير مرض الزهايمر في المملكة. وأضافت أن هذه الخطوة لا تسهم فقط في تحسين النتائج الصحية للمرضى، بل تعزز الأسس اللازمة للبحث والابتكار المستمر في مجال الزهايمر على المستوى الإقليمي.
أبعاد استراتيجية التعاون
نقل المعرفة التقنية: تشمل الاتفاقية نقل التكنولوجيا والخبرات اللازمة لتصنيع عوامل تصوير PET محليًا. وتعد هذه الخطوة ضرورية لتعزيز الاستقلالية التقنية وضمان استدامة تقديم الرعاية الطبية المتطورة.
تعزيز القدرات البحثية: ستدعم الاتفاقية الأبحاث السريرية المتعلقة بمرض الزهايمر في المملكة، مما يسهم في تطوير أساليب جديدة للكشف والعلاج.
تحسين جودة الحياة: يهدف المشروع إلى تحسين جودة الحياة للمرضى من خلال توفير تشخيص مبكر ورعاية طبية متقدمة.
تعزيز مكانة السعودية كمركز إقليمي للرعاية الصحية: يُتوقع أن تسهم هذه المبادرة في جعل المملكة مركزًا إقليميًا للابتكار الطبي والرعاية الصحية المتقدمة، بما يدعم رؤية السعودية 2030 في القطاع الصحي.
الإمكانات التصديرية والتأثير الإقليمي
يُتوقع أن تسهم عوامل تصوير PET التي سيتم تصنيعها محليًا في تحسين التشخيص ليس فقط في المملكة، بل في جميع أنحاء المنطقة. ويؤكد هذا التعاون التزام السعودية بتقديم حلول طبية مبتكرة تخدم المنطقة بأسرها.
آفاق مستقبلية واعدة
تعد هذه الاتفاقية جزءًا من جهود مستشفى الملك فيصل التخصصي للتحول إلى مركز إقليمي ودولي للرعاية الصحية. وتعكس الشراكة مع “إيلي ليلي” رؤية المملكة لتعزيز الابتكار الطبي وضمان تقديم رعاية صحية عالمية المستوى لجميع المرضى.
ختام
يمثل هذا التعاون خطوة استراتيجية نحو تحسين رعاية مرضى الزهايمر في المملكة. ومن خلال نقل التكنولوجيا وتوفير التدريب والتعليم المتقدم للكوادر الطبية، تعزز الاتفاقية مكانة السعودية كمركز إقليمي للرعاية الصحية المتميزة.
“من خلال هذه الشراكة، تُعزز المملكة دورها القيادي في تقديم حلول طبية مبتكرة تخدم المرضى والمجتمعات في المنطقة بأسرها، مما يُسهم في تحقيق رؤية صحية مستدامة ومبتكرة.”
للمزيد من اخبار شركات الادوية المصرية والعالمية واخبار سوق الدواء والصحة تابع دواء نيوز– أخبار الدواء علي لينكدن :