728 x 90

بعد 100 عام: مصر تتسلم شهادة القضاء على الملاريا وتواصل ريادتها في مكافحة الأمراض المعدية

بعد 100 عام: مصر تتسلم شهادة القضاء على الملاريا وتواصل ريادتها في مكافحة الأمراض المعدية

في خطوة تاريخية تكلل عقودًا من الجهود المستمرة لمكافحة الملاريا، تسلمت مصر وثيقة “إشهاد القضاء على الملاريا” من منظمة الصحة العالمية، لتصبح بذلك ثالث دولة في إقليم شرق المتوسط تحقق هذا الإنجاز، بعد الإمارات العربية المتحدة والمغرب. ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع فعاليات مؤتمر السكان والصحة والتنمية البشرية المنعقد في القاهرة، والذي يهدف إلى تعزيز الصحة العامة والتنمية البشرية على المستوى الوطني والإقليمي.

إشهاد القضاء على الملاريا: خطوة نحو الأمام

تعتبر الملاريا من أقدم الأمراض التي عانت منها مصر منذ آلاف السنين، حيث تشير الأدلة الوراثية إلى وجود هذا المرض منذ 4000 عام قبل الميلاد. وقد تم العثور على آثار للملاريا في مومياء الفرعون توت عنخ آمون ومومياوات مصرية أخرى، مما يبرز قدم هذا التحدي الصحي. لكن بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة المصرية على مر العقود، أصبح اليوم الملاريا جزءًا من الماضي في مصر.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تصريحاته حول هذا الإنجاز: “الملاريا قديمة قدم الحضارة المصرية نفسها، ولكن اليوم هذا المرض الذي ابتلي به الفراعنة بات من الماضي، وخلو مصر من الملاريا هو نجاح تاريخي حقيقي”.

وتعتبر شهادة الإشهاد هذه دليلًا على الجهود المتواصلة التي بذلتها مصر لتحقيق هذا الإنجاز. وتأتي بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات متتالية دون تسجيل أي حالة انتقال محلية للملاريا، وهو ما يعني أن سلسلة انتقال المرض محليًا قد توقفت نهائيًا.

تاريخ من النجاح في مكافحة الملاريا

بدأت مصر جهودها المبكرة في مكافحة الملاريا في عشرينيات القرن الماضي، حينما اتخذت الحكومة إجراءات مثل حظر زراعة الأرز قرب المنازل لتقليل فرص انتشار البعوض. وارتفعت حالات الإصابة بالملاريا في البلاد خلال الحرب العالمية الثانية نتيجة النزوح السكاني وتعطل الخدمات الطبية، ولكن بحلول عام 1942 تم تسجيل أكثر من 3 ملايين حالة إصابة. ومنذ ذلك الحين، اتخذت مصر إجراءات صارمة لاحتواء هذا المرض، وتم إنشاء 16 قسمًا علاجيًا مخصصًا للملاريا، إضافة إلى توظيف آلاف العاملين الصحيين.

بحلول عام 2001، تمكنت مصر من السيطرة على انتشار المرض بشكل فعال، ووضعت وزارة الصحة والسكان خطة لضمان عدم عودة انتقال الملاريا محليًا. وفي عام 2014، كانت مصر على وشك مواجهة تفشي صغير لحالات ملاريا في محافظة أسوان، ولكن تم احتواء الفاشية بفضل الكشف المبكر والعلاج السريع ومكافحة النواقل.

أهمية القضاء على الملاريا

يعتبر نجاح مصر في القضاء على الملاريا إنجازًا ذا أهمية كبيرة على المستوى الوطني والإقليمي. فالملاريا تُعد واحدة من أكثر الأمراض فتكًا في العالم، حيث تقتل أكثر من 600 ألف شخص سنويًا، 95% منهم في أفريقيا. وبالتالي، فإن القضاء على الملاريا في مصر يمثل نموذجًا يمكن أن تحتذي به دول أخرى، خاصة في المناطق التي لا تزال تعاني من انتشار المرض.

وقال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان المصري، إن حصول مصر على شهادة القضاء على الملاريا “ليس نهاية الرحلة بل بداية مرحلة جديدة”. وأضاف: “يجب علينا الآن أن نعمل بلا كلل للحفاظ على إنجازنا من خلال المحافظة على أعلى معايير الترصد والتشخيص والعلاج”.

التزام مصر بالقضاء على الأمراض

لم يتوقف نجاح مصر عند القضاء على الملاريا، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أيضًا في أكتوبر 2023 أن مصر أصبحت أول دولة في العالم تحقق “المستوى الذهبي” على مسار القضاء على مرض التهاب الكبد الوبائي “فيروس سي”. وقد جاء هذا الإنجاز بعد حملة قومية ضخمة أطلقتها الحكومة المصرية في عام 2014، تهدف إلى القضاء على هذا المرض الذي كان يمثل تحديًا صحيًا كبيرًا للبلاد.

دور منظمة الصحة العالمية في الإشهاد

تمنح منظمة الصحة العالمية شهادة القضاء على الملاريا لكل بلد يثبت بما لا يدع مجالًا للشك المعقول أن سلسلة انتقال الملاريا قد توقفت لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات. ويُعَد هذا الإشهاد من أعلى مراتب التكريم التي تمنحها المنظمة في مجال مكافحة الأمراض.

من جهته، أوضح وزير الصحة المصري أن الجهود المصرية للقضاء على الملاريا تمثل جزءًا من التزام أكبر بتحسين صحة المواطنين وتعزيز الأمن الصحي في المنطقة. كما أشاد بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وجهود العاملين في القطاع الصحي.

تحليل الإنجاز ومستقبله

يعد القضاء على الملاريا في مصر نجاحًا كبيرًا يعكس الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة والقطاع الصحي على مدى العقود. ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة لضمان عدم عودة المرض مجددًا. ففي ظل التغيرات المناخية والتحركات السكانية، يبقى الحفاظ على الاستعدادات والاستجابة السريعة للحالات الطارئة أمرًا بالغ الأهمية.

ولذلك، يجب أن تكون هناك استراتيجيات مستدامة لمكافحة الأمراض المعدية، بالإضافة إلى تعزيز الوعي الصحي والتدريب المستمر للكوادر الطبية. ومن المتوقع أن تستمر مصر في لعب دور قيادي في مكافحة الأمراض ليس فقط على المستوى المحلي، بل في إفريقيا والعالم العربي.

للمزيد من اخبار شركات الادوية المصرية والعالمية واخبار سوق الدواء والصحة تابع دواء نيوزأخبار الدواء علي لينكدن :

www.linkedin.com/company/dawaa-news

أخبار شركات الدواء

اخر الاخبار

المحررين

فيديوهات