في خطوة هامة لدعم الرعاية الصحية للأطفال المصابين بالسرطان في مصر، وقعت “قطر الخيرية” اتفاقية تعاون إطارية مع “مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357”. تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز الدعم الصحي للأطفال المصابين بالسرطان، وتقديم مساعدات إنسانية مهمة لتوفير الفرص العلاجية الشاملة والفعالة لهؤلاء الأطفال وأسرهم، بما يعزز من معدلات الشفاء ويسهم في تحسين جودة حياتهم.

يأتي هذا التعاون كجزء من جهود “قطر الخيرية” لدعم المبادرات الصحية والتنموية، وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لتعزيز الرعاية الصحية. وتسعى المؤسسة القطرية من خلال هذه الشراكة إلى تقديم خدمات صحية مبتكرة، تساعد على تحسين نتائج علاج الأطفال وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك من خلال توفير تمويل ودعم كامل لمشاريع الرعاية الصحية في مصر.

تفاصيل الاتفاقية وركائز التعاون

وقع الاتفاقية كل من السيد نواف عبدالله الحمادي، رئيس العمليات العالمية في “قطر الخيرية”، والسيد شريف حسين، نائب المدير التنفيذي لمستشفى سرطان الأطفال 57357. وفي هذا السياق، أعرب الحمادي عن سعادته بهذا التعاون الأول في القطاع الصحي بمصر، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة تعد نقطة انطلاق نحو تقديم خدمات فعالة في مجال الرعاية الصحية للأطفال، ورفع معدلات الشفاء وتقليل معدلات الوفيات بين الأطفال المرضى بالسرطان.

الشراكة لتعزيز التعاون الإنساني والتنموي

وأكد الجانبان على أهمية هذه الشراكة الإنسانية، التي تفتح آفاقًا واسعة للتعاون في المبادرات الصحية والتنموية، والتي تستهدف تلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى في مصر. كما عبّر الجانبان عن التزامهما بتوسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات أوسع، تضمن تحسين جودة الخدمات المقدمة للأطفال، ودعم أسرهم وتخفيف معاناتهم خلال رحلة العلاج.

وفي تعليق له، قال الحمادي: “تشكل هذه الاتفاقية بداية تعاوننا في قطاع الصحة بمصر، ونسعى لتحقيق شراكة طويلة الأمد تشمل عدة مجالات، لتبادل المعرفة وتعزيز بناء القدرات وتوفير التمويل، مما يساهم في تحسين الخدمات الصحية في المنطقة”. كما أضاف: “نأمل أن تدعم هذه الشراكة المستمرة أنشطة الرعاية الصحية وتطوير مراكز العلاج من خلال الاستفادة من الخبرات المشتركة”.

خطوات عملية نحو تحسين الرعاية الصحية

أشار شريف حسين، نائب المدير التنفيذي لمستشفى سرطان الأطفال 57357، إلى أن التعاون مع “قطر الخيرية” يعد خطوة استراتيجية مهمة لتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للأطفال المصابين بالسرطان، معربًا عن فخره واعتزازه بهذه الشراكة. وأضاف حسين أن هذه الاتفاقية تمثل نقلة نوعية للمستشفى في توسيع خدماته الطبية والوصول إلى عدد أكبر من الأطفال، مما سيسهم بشكل كبير في تحسين معدلات الشفاء وتحقيق نتائج إيجابية.

وتابع حسين قائلاً: “نحن في 57357 نعتبر قطر الخيرية شريكًا استراتيجيًا، ومع هذا التعاون الجديد، نتطلع إلى توسيع نطاق الخدمات الطبية، وتقديم المزيد من الدعم للأطفال وأسرهم، وتحقيق تأثير إيجابي مباشر على حياة المرضى”.

أهداف مستقبلية لتعزيز الرعاية الصحية في المنطقة

في إطار هذا التعاون، تعمل “قطر الخيرية” و”مستشفى 57357″ على تطوير برنامج متكامل يركز على زيادة قدرة المستشفى على تقديم خدمات طبية عالية الجودة، خاصة في المناطق النائية والأقل حظًا. كما سيشمل التعاون توفير دعم لوجستي متكامل وإجراء حملات توعوية وتثقيفية تساهم في تعزيز الوعي الصحي في المجتمع المصري بشكل عام.

ويخطط الطرفان لتنفيذ عدد من المشاريع والبرامج الصحية الجديدة التي تعتمد على أحدث التقنيات الطبية وأساليب العلاج الحديثة، بهدف زيادة فرص الوصول إلى الرعاية الصحية للأطفال وتحسين جودة الخدمات المقدمة.

تأثير هذه الشراكة على المجتمع

تأتي هذه الشراكة في وقت تزايدت فيه التحديات الصحية في مصر، ويبرز التعاون بين قطر الخيرية ومؤسسة 57357 كنموذج مثالي للتكامل بين المؤسسات الخيرية ومؤسسات الرعاية الصحية، مما يعزز من دور المجتمع المدني في تحسين الصحة العامة وتقديم خدمات علاجية شاملة للمواطنين.

كما تعكس هذه الشراكة التزام كلا الطرفين بتقديم الرعاية الصحية للأطفال في مختلف مراحل حياتهم، والعمل على توفير بيئة داعمة تمكنهم من الاستفادة من العلاج والعيش بشكل طبيعي مع أسرهم.

ختامًا: نظرة نحو مستقبل أفضل لرعاية أطفال مصر

تعتبر هذه الشراكة بين “قطر الخيرية” و”مستشفى سرطان الأطفال 57357″ خطوة مهمة في مسيرة الرعاية الصحية في مصر، حيث تجسد التزام الطرفين بتقديم دعم فعال ومستدام لمرضى السرطان من الأطفال، ومساعدتهم على مواجهة المرض بعزيمة وأمل. من المتوقع أن تحقق هذه الشراكة أثرًا إيجابيًا كبيرًا في تحسين جودة الخدمات الصحية، وتوفير أمل جديد للعديد من الأطفال الذين يحتاجون إلى الدعم والرعاية المستمرة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاتفاقية هي واحدة من العديد من المبادرات التي تطمح “قطر الخيرية” إلى تنفيذها في مصر لتعزيز الرعاية الصحية، مما يعكس التزامها الراسخ بتحقيق الاستدامة في تقديم الخدمات الصحية ودعم الأبحاث الطبية اللازمة لتحسين حياة الملايين من الأطفال وعائلاتهم في مختلف أرجاء المنطقة.