لقاح جديد من سانوفي ضد الكلاميديا يدخل سباق الزمن: FDA تمنحه أولوية المراجعة والمرحلة السريرية تبدأ قريبًا
في خطوة طبية تُعد علامة فارقة في مسار الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، أعلنت شركة “سانوفي” العالمية، اليوم 26 مارس 2025، أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) منحت تصنيف “المسار السريع” Fast Track للقاحها الجديد المرشح لعلاج الكلاميديا، أحد أكثر العدوى البكتيرية انتشارًا على مستوى العالم، والذي يُسبب مضاعفات خطيرة في حال عدم علاجه.
تأتي هذه الخطوة بناءً على البيانات الواعدة التي أظهرتها نتائج الدراسات ما قبل السريرية، بالإضافة إلى الحاجة الملحة من الصحة العامة لتوفير لقاح فعال ضد مرض مزمن غالبًا ما يكون صامتًا في بدايته، ويؤدي إلى مضاعفات جسيمة، خاصة لدى النساء.
لقاح mRNA: مستقبل الوقاية ضد الكلاميديا
اللقاح المرشح الذي تطوره سانوفي، يعتمد على تقنية mRNA الحديثة، وهي نفس التقنية التي أثبتت نجاحًا كبيرًا في جائحة كورونا، وتُحدث الآن ثورة في عالم اللقاحات. وتهدف سانوفي من خلال هذا اللقاح إلى توفير وقاية مزدوجة: من العدوى الأولية بالكلاميديا التراخومية، وكذلك من الإصابة مجددًا، وهو أمر بالغ الأهمية نظرًا للانتشار الصامت لهذا المرض.
ويستهدف اللقاح المرشح البكتيريا المسببة للمرض، Chlamydia trachomatis، التي تُهاجم الجهاز التناسلي وتُسبب التهابات قد لا تظهر لها أعراض، ما يؤدي إلى استمرار العدوى دون تشخيص، وبالتالي مضاعفات خطيرة مثل التهاب الحوض، الحمل خارج الرحم، وحتى العقم لدى النساء.
دراسة سريرية قريبة تشمل فئة عمرية حرجة
تستعد سانوفي لبدء دراسة سريرية من المرحلتين الأولى والثانية (Phase 1/2)، تشمل فئة عمرية تتراوح بين 18 و29 عامًا، وهي الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. وستركز الدراسة على تقييم مدى سلامة اللقاح واستجابته المناعية، وذلك بهدف إثبات فعاليته تمهيدًا للانتقال إلى مراحل أكثر تقدمًا من التجارب السريرية.
وتُعد هذه الدراسة خطوة استراتيجية هامة في خطط سانوفي لتوسيع محفظتها في قطاع اللقاحات الوقائية، وخاصة في مجال الأمراض التي لا تزال بدون لقاحات معتمدة حتى الآن.
الكلاميديا: التحدي الصامت للصحة الإنجابية
وفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن عدد الحالات المسجلة لعدوى الكلاميديا بلغ 129 مليون إصابة في عام 2020، لدى الفئة العمرية بين 15 و49 عامًا. ورغم وجود علاج بالمضادات الحيوية، فإن 80% من الحالات تمر دون أعراض، ما يجعل انتشار المرض مستمرًا في الظل، ويُصعّب من جهود احتوائه عبر الطرق التقليدية للكشف والعلاج.
وتكمن خطورة الكلاميديا في مضاعفاتها بعيدة المدى، حيث تؤثر على قدرة النساء على الإنجاب، وتزيد من خطر الإصابة بالحمل خارج الرحم، إضافة إلى تداعيات نفسية وصحية على المدى البعيد.
تعاون دولي لتطوير اللقاح
يأتي تطوير هذا اللقاح كجزء من برنامج Translational Science Hub، وهو مشروع بحثي مشترك بين حكومة كوينزلاند الأسترالية، وجامعتي “غريفيث” و”كوينزلاند”، بالتعاون مع فرق سانوفي في فرنسا والولايات المتحدة.
ويهدف هذا التعاون إلى دمج المعرفة العلمية العالمية مع الإمكانات الصناعية والتقنية لشركة سانوفي، لتسريع الوصول إلى حلول مبتكرة لأمراض معقدة، مثل الكلاميديا.
سانوفي: رؤية طموحة للصحة الوقائية
قال جان فرانسوا توسان، الرئيس العالمي لأبحاث وتطوير اللقاحات في سانوفي:
“ملايين الأشخاص يعيشون اليوم بعدوى الكلاميديا دون علمهم بذلك، إذ أن غياب الأعراض لا يعني غياب الخطر. لم تنجح المضادات الحيوية وحدها في كبح انتشار المرض، وآن الأوان لأن يصبح الوقاية ممكنة من خلال التطعيم”.
ويُعزز هذا التصريح من التوجهات الحديثة في مجال الوقاية، حيث تسعى شركات الأدوية الرائدة إلى توجيه جزء أكبر من استثماراتها نحو اللقاحات، باعتبارها الحل الأمثل لمواجهة الأمراض المعدية ذات الأثر البعيد على الصحة العامة.
لقاح قد يغير قواعد اللعبة
إذا أثبت هذا اللقاح فعاليته في المراحل السريرية، فقد يُحدث ثورة حقيقية في ميدان الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، تمامًا كما أحدثت لقاحات mRNA تأثيرًا كبيرًا خلال جائحة كورونا. وستُعد سانوفي حينها أول شركة تُطلق لقاحًا معتمدًا عالميًا للوقاية من الكلاميديا، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في هذا القطاع.
ومن المتوقع أن يُحدث هذا الإنجاز تحركًا في استراتيجيات الشركات الدوائية الأخرى، التي قد تسارع إلى تطوير لقاحات مماثلة، مما يُساهم في خفض معدلات انتشار المرض عالميًا خلال العقد القادم.
للمزيد من اخبار شركات الادوية المصرية والعالمية واخبار سوق الدواء والصحة تابع دواء نيوز- أخبار الدواء علي لينكدن :
www.linkedin.com/company/dawaa-news