في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة أسترازينيكا عن إلغاء خططها لاستثمار 450 مليون جنيه إسترليني في توسيع مصنعها لإنتاج اللقاحات في ميرسيسايد، مشيرة إلى تراجع الدعم الحكومي كأحد العوامل الرئيسية التي دفعتها لهذا القرار.
يأتي هذا الإعلان بعد يومين فقط من كشف المستشار المالي البريطاني راشيل ريفز عن خطط حزب العمال لتحفيز النمو الاقتصادي، مما يشكل ضربة موجعة للحكومة الجديدة التي تحاول تعزيز الاستثمارات في المملكة المتحدة.
أسباب القرار: دعم حكومي غير كافٍ وتأخير في المفاوضات
في بيان رسمي، أوضحت أسترازينيكا أن القرار جاء بعد محادثات مطولة مع الحكومة، مشيرة إلى أن الدعم المالي النهائي المقدم كان أقل مما كان مقترحًا في عهد الحكومة السابقة.
وصرح متحدث باسم الشركة قائلاً:
“عوامل متعددة أثرت على قرارنا، من بينها توقيت العرض النهائي وانخفاض قيمته مقارنة بالمقترح السابق من الحكومة المحافظة.”
رد فعل الحكومة البريطانية
من جانبها، أوضحت وزارة الخزانة أن سبب تقليص المنحة الحكومية يعود إلى تغيير في طبيعة الاستثمار المقترح، ما أدى إلى مراجعة حجم التمويل لضمان تحقيق “القيمة المثلى لدافعي الضرائب”.
وأضاف متحدث باسم الوزارة:
“رغم الجهود الكبيرة التي بذلها المسؤولون الحكوميون، لم يكن من الممكن التوصل إلى حل يحقق الفائدة القصوى للقطاع العام.”
تداعيات القرار على قطاع الأدوية
أكدت أسترازينيكا أن مصنعها في سبِيك سيواصل إنتاج وتوزيع لقاحات الإنفلونزا للمرضى في المملكة المتحدة وحول العالم، مشددة على أن الوظائف الحالية لن تتأثر بالقرار.
انتقادات للحكومة واتهامات بسوء الإدارة
أثار إلغاء الصفقة انتقادات حادة للحكومة الجديدة، حيث اتهم زعيم المعارضة أندرو غريفيث حزب العمال بـ”سوء الإدارة الاقتصادية”، مضيفًا:
“لا يوجد لقاح لعلاج عدم الكفاءة. في نفس الأسبوع الذي تحدثوا فيه عن النمو الاقتصادي، أضاع حزب العمال صفقة مع إحدى أكبر الشركات الدوائية في المملكة المتحدة.”
مخاوف من تباطؤ الاستثمارات وارتفاع الضرائب
يتزامن قرار أسترازينيكا مع ارتفاع متوقع في الضرائب المفروضة على الشركات اعتبارًا من أبريل المقبل، حيث سترتفع نسبة التأمين الوطني التي تدفعها الشركات، بالإضافة إلى تخفيض عتبة الضرائب التي تُفرض على أصحاب الأعمال.
من جانبه، وصف وزير المالية السابق جيريمي هانت القرار بأنه “مأساة اقتصادية”، داعيًا الحكومة الحالية إلى إعادة التفاوض مع أسترازينيكا لاستعادة الصفقة.
وقال هانت على منصة X:
“إذا كانت ريفز تؤمن بالنمو الاقتصادي، فلا يمكن أن يكون الحل هو التوفير قصير الأمد على حساب الاستثمارات الاستراتيجية.”
انعكاسات أوسع على الاقتصاد البريطاني
مع تصاعد تكاليف التشغيل وارتفاع الحد الأدنى للأجور، حذر خبراء الاقتصاد من أن بيئة الأعمال قد تصبح أقل جاذبية للشركات الكبرى، مما قد يؤدي إلى تباطؤ الاستثمار في قطاعات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، التي تعد ركيزة أساسية لنمو الاقتصاد البريطاني.
ختام
يمثل انسحاب أسترازينيكا انتكاسة كبيرة للحكومة الجديدة التي تسعى لجذب الاستثمارات، كما يثير تساؤلات حول قدرتها على تحقيق استقرار اقتصادي وسط تحديات مالية متزايدة. ومع تزايد الضغوط على قطاع الرعاية الصحية، قد تواجه الحكومة اختبارات صعبة في الأشهر المقبلة لإقناع المستثمرين بأن بريطانيا لا تزال وجهة جاذبة للاستثمارات الدوائية والتقنية المتقدمة.
للمزيد من اخبار شركات الادوية المصرية والعالمية واخبار سوق الدواء والصحة تابع دواء نيوز- أخبار الدواء علي لينكدن :