القاهرة، مصر – في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي لمصر نحو توطين صناعة الأدوية الحيوية، استقبل الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، وفداً رفيع المستوى من شركة ساندوز العالمية، برئاسة الدكتور جنكيز زعيم، رئيس قطاع “META” بالشركة، وذلك لبحث آفاق التوسع الاستثماري للشركة في السوق المصري وتعزيز التعاون في مجال الأدوية الحيوية والأورام.

 توسيع الاستثمارات وتعزيز توطين صناعة الأدوية الحيوية

تمحورت المباحثات حول استراتيجية توطين صناعة أدوية الأورام والمستحضرات الحيوية المشابهة، في إطار خطة الدولة المصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية الأساسية وتقليل الاعتماد على الاستيراد. ويأتي ذلك ضمن التزام الحكومة المصرية بتطوير القطاع الدوائي المحلي، ودعم الابتكار، وتعزيز قدرة الصناعة الدوائية على المنافسة عالميًا.

وشهد اللقاء نقاشًا موسعًا حول سبل تعزيز الشراكة بين هيئة الدواء المصرية وساندوز، حيث تم استعراض أهم الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، إلى جانب التحديات التي قد تواجه عملية التوسع في تصنيع أدوية الأورام والمستحضرات الحيوية المشابهة محليًا.

 دعم الابتكار وتعزيز وصول المرضى للعلاجات المتقدمة

أكد الدكتور علي الغمراوي خلال اللقاء أن الهيئة تعمل على تقديم كافة التسهيلات اللازمة لدعم الشركات العالمية الرائدة، مثل ساندوز، لزيادة استثماراتها في السوق المصري. كما أشار إلى أن البنية الرقمية لهيئة الدواء شهدت تطورًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة، مما يعزز بيئة الاستثمار ويشجع الشركات العالمية على نقل التكنولوجيا والتصنيع محليًا.

وأضاف الغمراوي أن التعاون مع الشركات العالمية، ومنها ساندوز، يهدف إلى تحقيق الأمن الدوائي وضمان وصول المرضى المصريين إلى أحدث العلاجات الدوائية، خاصة فيما يتعلق بعلاج الأورام والأمراض المزمنة التي تتطلب علاجات متخصصة ومبتكرة.

 ساندوز: شريك استراتيجي لتطوير سوق الدواء المصري

من جانبه، أعرب الدكتور جنكيز زعيم، رئيس قطاع “META” بشركة ساندوز العالمية، عن تقديره للجهود التي تبذلها هيئة الدواء المصرية لتوفير بيئة تنظيمية متطورة، مشيرًا إلى أن ساندوز ترى مصر كأحد الأسواق الرئيسية في المنطقة، وتسعى لتعزيز وجودها من خلال توسيع عملياتها التصنيعية والاستثمارية.

وأكد أن الشركة تتطلع إلى نقل خبراتها العالمية إلى السوق المصري، وتوفير أحدث العلاجات الدوائية، مع دعم استراتيجية الدولة المصرية في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز قدرات التصنيع المحلي للأدوية الحيوية.

 دعم السياسات الصناعية واستراتيجية مصر للتحول إلى مركز إقليمي لصناعة الدواء

يأتي هذا التعاون بين هيئة الدواء المصرية وساندوز في إطار الاستراتيجية الوطنية للتنمية الصناعية، التي تهدف إلى:

• تحقيق معدل نمو صناعي بنسبة 8% سنويًا.
• زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 20%.
• تحقيق نمو سنوي في الصادرات الصناعية يتراوح بين 18% و25%.

وفي هذا السياق، أشار تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) إلى أن مصر لديها إمكانات كبيرة لأن تصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا لصناعة الدواء، حيث تسعى الحكومة إلى تعزيز التصنيع المحلي من خلال تقديم حوافز استثمارية، خاصة في قطاع المستحضرات الدوائية الحيوية.

 مشروعات جديدة لدعم التصنيع المحلي وتعزيز البنية التحتية للصناعة الدوائية

في إطار جهود تعزيز الإنتاج المحلي، تعمل مصر على تنفيذ مشروعات ضخمة في مجال الدواء، منها:

🔹 مدينة جيبتو فارما الدوائية، التي تُعد أكبر صرح دوائي في الشرق الأوسط، وتستهدف إنتاج 200 مليون عبوة سنويًا.
🔹 مشروع EZ International، بالشراكة بين صندوق مصر السيادي وشركة B Investments، لتعزيز قدرات التصنيع والخدمات التجارية في قطاع الأدوية.
🔹 تنفيذ برامج لتحديث وتطوير البنية التحتية لمصانع الأدوية، وتحفيز الشركات العالمية على نقل التكنولوجيا والتصنيع محليًا.

 آفاق المستقبل: تعاون طويل الأمد لتعزيز الأمن الدوائي

في ختام اللقاء، شدد رئيس هيئة الدواء المصرية على أهمية استمرار التعاون مع ساندوز العالمية، وتهيئة المناخ لمزيد من التدفقات الاستثمارية في قطاع الدواء المصري. كما أكد أن هيئة الدواء مستمرة في تطوير منظومتها التنظيمية والرقابية، بما يسهم في تحقيق التكامل الصناعي الدوائي، وتوفير أدوية مبتكرة بأسعار مناسبة للمرضى المصريين.

من جانبها، أكدت ساندوز التزامها بتوسيع أعمالها في مصر، ودعم جهود الحكومة المصرية في تطوير قطاع الرعاية الصحية والدوائية، بما يعزز مكانة مصر كوجهة استثمارية متميزة في صناعة الدواء.