في إطار مساعيها الحثيثة لتطوير القطاع الصحي وضمان سلامة استخدام المستحضرات الدوائية، وقعت هيئة الدواء المصرية مذكرة تفاهم مع الجمعية المصرية لجراحة الأوعية الدموية والتداخلية، وذلك بهدف الارتقاء بمهارات الفريق الطبي من خلال مجموعة من البرامج التدريبية والمحاضرات التوعوية المخصصة للأطباء المنتسبين للجمعية.

حضر مراسم التوقيع عدد من قيادات الهيئة وممثلي الجمعية، إلى جانب نخبة من الصيادلة ومنسقي شركات صناعة الأدوية في مصر، وكبار مقدمي الخدمات الطبية من الأطباء والمتخصصين. وقد وقع الاتفاقية من جانب هيئة الدواء الدكتورة رشا زيادة، مساعد رئيس الهيئة لشؤون التطوير الفني وتنمية القدرات، بينما وقعها عن الجمعية المصرية لجراحة الأوعية الدموية الأستاذ الدكتور محمد حسني الدسوقي، رئيس الجمعية.

أهمية التعاون لتعزيز ثقافة الإبلاغ وتطوير الكفاءات

تأتي هذه الاتفاقية ضمن سعي هيئة الدواء لترسيخ ثقافة الإبلاغ عن الآثار العكسية للأدوية، وتحقيق الاستخدام الآمن والفعال للأدوية من خلال دعم برامج التوعية الصحية. وقد أشارت الدكتورة رشا زيادة إلى أن الاتفاقية ستمكن الهيئة من توزيع المواد التوعوية والخطابات الموجهة لمقدمي الرعاية الصحية المنتسبين للجمعية، فضلًا عن تنظيم برامج تدريبية للأطباء لتعزيز ثقافة اليقظة الصيدلية ورفع مستوى الوعي بطرق الإبلاغ عن الآثار العكسية للمستحضرات الصيدلانية.

وبينت زيادة أن هيئة الدواء تسعى من خلال هذا التعاون إلى تنمية مهارات الأطباء والمتخصصين في التعامل مع المستحضرات الصيدلانية بشكل آمن، مشيرةً إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية الهيئة لتعزيز مأمونية الأدوية والمواد الحيوية والمستلزمات الطبية في مصر.

دور هيئة الدواء المصرية في دعم مجالات اليقظة الدوائية

تُعد هيئة الدواء المصرية واحدة من الجهات الفاعلة التي تُعنى بمتابعة سلامة استخدام الأدوية والمستلزمات الطبية. وتعمل الهيئة بشكل مستمر على بناء القدرات البشرية وتطوير الكوادر الطبية من خلال التدريب المستمر، وذلك لضمان سلامة المواطنين وتحقيق مأمونية المستحضرات الصيدلانية في السوق المصري.

وتسعى الهيئة كذلك إلى إرساء ثقافة التوعية المجتمعية فيما يخص الاستعمال الآمن للأدوية من خلال إطلاق حملات توعوية تستهدف كلًا من الأطباء والصيادلة والجمهور، وتوفير المعلومات الصحية الموثقة حول الأدوية والمستلزمات الطبية.

برامج تدريبية متنوعة وتعاون في الأبحاث والدراسات

تشمل بنود التعاون مع الجمعية المصرية لجراحة الأوعية الدموية تنفيذ برامج تدريبية متقدمة للأطباء لتعزيز مفاهيم اليقظة الصيدلية وتقنيات الإبلاغ عن الآثار الجانبية، إضافة إلى ورش عمل تهدف إلى توعية الفرق الطبية بآخر مستجدات التعامل مع الأدوية والمستلزمات.

كما يتضمن التعاون العمل على دعم الأبحاث والدراسات المتعلقة بالسلامة الدوائية وتحليل المخاطر، وهو ما يساهم في دعم تطوير برامج صحية شاملة تضمن سلامة المرضى وتحسين جودة الخدمات الطبية.

تعاون استراتيجي لدعم صناعة الدواء المصرية

تأتي مذكرة التفاهم كجزء من التزام هيئة الدواء المصرية بتعزيز الشراكات المحلية والدولية التي تهدف إلى تطوير قطاع الدواء. وتتضمن خطة الهيئة توسيع التعاون ليشمل التنسيق مع مختلف الجهات، بما فيها شركات الأدوية العالمية والمحلية، لضمان توفير الأدوية والمستلزمات الطبية وفقًا لأعلى معايير الجودة العالمية.

وأشار الدكتور محمد حسني الدسوقي، رئيس الجمعية، إلى أهمية هذا التعاون في تحسين الكفاءة الطبية وتعزيز السلامة في مجال جراحة الأوعية الدموية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تدعم جهود الجمعية في تقديم الرعاية المثلى للمرضى. وأضاف أن الجمعية تتطلع إلى المزيد من التعاون مع هيئة الدواء المصرية لتحقيق أهداف مشتركة تخدم القطاع الطبي في مصر، وتسهم في تحقيق أفضل النتائج العلاجية للمرضى.

الاهتمام بجودة الرعاية الطبية ودعم الابتكار الطبي

تسعى الهيئة، من خلال الشراكات الاستراتيجية، إلى تطوير سبل تقديم الرعاية الصحية وفق المعايير الدولية، مع التركيز على الابتكار الطبي والتوسع في مجالات البحث العلمي. وتركز الهيئة على توسيع نطاق برامجها التدريبية، حيث تستهدف زيادة كفاءة الفرق الطبية من خلال التدريب المستمر والمتخصص، وذلك لتعزيز مستوى الأمان والجودة في تقديم الخدمات الصحية.

خطوات مستقبلية واعدة

تأتي هذه الاتفاقية كجزء من خطة الهيئة الرامية إلى توسيع نطاق التعاون مع مختلف الجمعيات الطبية والتخصصية، وتقديم برامج تدريبية شاملة تستهدف تحسين الأداء الطبي وتزويد الفرق الطبية بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع المستجدات في القطاع الطبي.

من المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقية في تحسين مستوى الخدمات الصحية في مصر، وتعزيز دور هيئة الدواء المصرية كجهة رقابية مسؤولة عن تحقيق أعلى معايير الجودة والسلامة في مجال الدواء والرعاية الصحية، بما يضمن تلبية احتياجات المواطنين ويوفر حماية فعالة للمجتمع المصري من المخاطر الصحية المحتملة.