أعلنت شركة بيونتيك إس إي، المتخصصة في مجال الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، عن أرباح غير متوقعة في الربع الثالث من العام الحالي، حيث سجلت أرباحًا بلغت 0.81 يورو للسهم الواحد (ما يعادل 0.88 دولار)، وهو ما يمثل قفزة مفاجئة في ظل التوقعات التي كانت تشير إلى خسارة قدرها 1.84 يورو للسهم، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج.
ارتفاع الإيرادات وفوق التوقعات
أفادت بيونتيك بأن إيراداتها للربع الثالث من العام وصلت إلى حوالي 1.2 مليار يورو، ما يمثل زيادة تقارب ثلاثة أضعاف التوقعات المبدئية. ورغم هذه الأرقام المرتفعة، أكدت الشركة أنها ما زالت تتوقع أن تكون إيراداتها السنوية عند الحد الأدنى من نطاق التوقعات بين 2.5 و3.1 مليار يورو، مدفوعة بمبيعات لقاحاتها المتكيفة مع المتغيرات الجديدة من كوفيد-19، والتي طُرحت بسرعة في أسواق أوروبا والمملكة المتحدة بالتعاون مع شركة فايزر.
وأشار ريان ريتشاردسون، كبير مسؤولي الإستراتيجية في بيونتيك، إلى أن حجم التطعيمات لهذا العام قد يكون مرتفعًا بعض الشيء نتيجة الموافقات المبكرة على اللقاحات والتوصيات الخاصة بإعطاء جرعة ثانية للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، مما يعزز الطلب على اللقاحات في هذا السوق الحساس.
تحول استراتيجي نحو العلاجات المناعية المتقدمة وأدوية السرطان
تعتمد بيونتيك بشكل أساسي على الإيرادات من لقاحات كوفيد-19 التي لاقت انتشارًا واسعًا منذ بداية الجائحة، ولكن الشركة تعكف على توسيع نطاق أعمالها وتغيير استراتيجيتها لتصبح شركة عالمية متكاملة في مجال العلاج المناعي متعدد المنتجات. وتسعى الشركة لتقديم أول دواء موجه لعلاج السرطان بحلول عام 2026، حيث تعمل بيونتيك حالياً على دراسات عديدة لمجموعة من الأدوية التجريبية لمرضى السرطان.
وشملت هذه الجهود دراستين في المرحلة المتوسطة من تطوير الأدوية لتحديد الجرعات الأمثل لدواء واعد يستهدف سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة وسرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهما من أكثر أنواع السرطان تحديًا للعلاج. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركة على تجربة لقاح جديد مخصص لعلاج سرطان الخلايا الحرشفية عالي الخطورة في المسالك البولية، الذي يستهدف الفئات التي تواجه مخاطر صحية متزايدة.
ويهدف هذا التوجه إلى تعزيز مكانة بيونتيك في سوق العلاجات المناعية، حيث تمتلك الشركة رؤية طويلة المدى تستند إلى تطوير حلول مبتكرة للعلاج المناعي. وفي إطار هذه الجهود، تعمل بيونتيك على تمويل الأبحاث المتقدمة في مشاريع السرطان من إيراداتها من لقاحات كوفيد-19، حيث تتوقع الشركة أن يستمر سوق هذه اللقاحات بشكل مستدام في المستقبل القريب.
التحديات والتطلعات المستقبلية
فيما يتعلق باللقاحات المشتركة ضد كوفيد-19 والإنفلونزا، تعرضت بيونتيك وفايزر لانتكاسة بعد ظهور بعض العقبات في التجارب الأولية لهذا المشروع الطموح. ورغم ذلك، أكدت الشركة أنها تخطط لتقديم تحديث جديد حول تقدم المشروع في العام المقبل، معربةً عن ثقتها في إمكانية تجاوز هذه التحديات وتطوير اللقاح بنجاح.
وتشير الإحصاءات والتوقعات المالية التي تستند إلى تقرير بلومبرج إنتليجنس، إلى أن ضعف الطلب وتدني أسعار اللقاحات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط قد يؤثر على ربحية الشركة بشكل طفيف، خاصة فيما يتعلق بالتطعيمات. ومع ذلك، تواصل بيونتيك جهودها لتطوير استراتيجيات فعالة للتوسع في الأسواق المختلفة.
نظرة نحو المستقبل وتأثيرات الاستثمار على الصناعة الصحية
بيونتيك لم تحقق نجاحها الحالي بفضل لقاحات كوفيد-19 فقط، بل استطاعت أن تستغل هذا النجاح لتسليط الضوء على الابتكارات التي تسعى لتحقيقها في مجال علاج السرطان والأمراض المناعية الأخرى. هذا التوجه الاستراتيجي لبيونتيك، المدعوم بتوجهات قوية نحو توسيع نطاق منتجاتها، يعدّ خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة الشركة كمزود موثوق لعلاجات متقدمة على مستوى العالم.
ويؤكد هذا التوسع أن بيونتيك لديها خطط طموحة لتحقيق النمو المستدام وتطوير حلول علاجية رائدة، مما يجعلها وجهة مثالية للمستثمرين الذين يتطلعون إلى دعم الابتكارات في مجال الرعاية الصحية.
للمزيد من اخبار شركات الادوية المصرية والعالمية واخبار سوق الدواء والصحة تابع دواء نيوز– أخبار الدواء علي لينكدن :