في إطار خطة الحكومة المصرية الطموحة لتعزيز مستوى الرعاية الصحية وتحديث القطاع الصحي باستخدام أحدث التقنيات، عقد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، اجتماعًا بارزًا مع وفد من كبرى الشركات الصينية المتخصصة في الحلول الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. يأتي هذا اللقاء ضمن جهود وزارة الصحة والسكان لرفع جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين من خلال شراكات استراتيجية مع قوى اقتصادية وصحية كبرى مثل الصين.
تطورات مبتكرة لقطاع الرعاية الصحية المصري
تخلل اللقاء مناقشات حول إنشاء مستشفيات مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي خطوة ستمكن مصر من تحقيق نقلة نوعية في تشخيص الأمراض وإدخال تقنيات حديثة مثل التشخيص غير الجراحي. وتأتي هذه المبادرة لتتماشى مع تطلعات الدولة نحو تطبيق الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية الذكية، ورفع كفاءة القطاع الطبي وجعله يتماشى مع المعايير العالمية.
وأعرب الوزير عبد الغفار عن تقديره للجهود الصينية في تطوير الحلول الصحية الذكية، مؤكداً أن مصر تتطلع إلى شراكات قوية ومستدامة تعزز من قدرة المستشفيات على تقديم خدمات تشخيصية وعلاجية متقدمة، خصوصاً في مجال التشخيص المبكر لأمراض مثل أمراض الكبد، والأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. وأشار إلى أن إدخال الذكاء الاصطناعي سيساعد في توفير تشخيصات دقيقة وسريعة تسهم في تقليل العبء على المرضى وتحسين جودة العلاج.
دعم حكومي لتحقيق التقدم الطبي
وخلال اللقاء، أكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن اللقاء تضمن بحث التعاون المشترك في مجال التكنولوجيا الصحية بين مصر والصين، حيث شاركت عشر شركات صينية متخصصة في الذكاء الاصطناعي الصحي، وقدمت حلولًا مبتكرة تشمل الفحص المبكر والتشخيص الدقيق وإدارة الأمراض المزمنة من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذه الحلول ستدعم القطاع الصحي المصري عبر تمكين الأطباء من تقديم خدمة طبية متكاملة في وقت قياسي، وتقليل نسبة الأخطاء الطبية، وزيادة فعالية العلاج.
وأضاف عبد الغفار أن التعاون مع الشركات الصينية يأتي تماشيًا مع خطة الدولة لتعزيز البنية التحتية الرقمية لمجال الصحة، مشيرًا إلى أن الشراكة بين الجانبين تتضمن تطوير حلول تشخيصية وتكنولوجية متقدمة ستساهم في خفض تكاليف الرعاية الصحية وزيادة كفاءة العمليات الطبية.
خطوات نحو مستقبل ذكي للرعاية الصحية
وتم الاتفاق خلال الاجتماع على عدة نقاط تعاونية، من بينها إنشاء منصة ذكاء اصطناعي شاملة تتيح للأطباء الوصول إلى بيانات تشخيصية متكاملة تساهم في سرعة اتخاذ القرار العلاجي. كما تم الاتفاق على تدريب الكوادر الطبية المصرية بالتعاون مع خبراء صينيين على أحدث التقنيات في مجالات الجراحة والتشخيص الرقمي للأورام والأمراض النادرة، مع التركيز على توفير خدمات متطورة تدعم جودة حياة المرضى وتساعد في تحقيق استدامة الخدمات الصحية.
وقد أعرب وفد الشركات الصينية عن سعادته بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية، مشيرًا إلى أن السوق المصري يمتلك إمكانيات هائلة للنمو في القطاع الصحي، خاصة في مجالات الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي. وقدم الوفد نموذجًا عمليًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التشخيص، مثل كاميرات تصوير شبكية العين، التي تساعد على الكشف المبكر لأمراض العيون لدى المرضى.
استفادة واسعة من الخبرات الصينية
كما أكد الوزير على أهمية زيارة وفد الشركات الصينية لعدد من المستشفيات المصرية، مثل معهد ناصر للأورام ومستشفى دار السلام “هرمل”، حيث سيتم التعرف على احتياجات القطاع الصحي المحلي وتبادل الخبرات التقنية والطبية لتطوير خدمات تتناسب مع التحديات الصحية التي تواجه مصر. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز الكفاءة الطبية وتحقيق الجودة في الرعاية الصحية، بجانب استقطاب استثمارات صينية جديدة تدعم خطة التحول الرقمي في المجال الصحي.
وأشار الوزير إلى أن مصر تسعى إلى الاستفادة من الخبرات الصينية في مجالات الفحص الجيني للأورام، والتشخيص المبكر لسرطانات الثدي والرئة، وإدارة الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري. وتعد هذه التقنيات من الأسس الهامة لبناء منظومة صحية ذكية توفر خدمات طبية دقيقة وعالية الجودة للمواطنين.
التطلعات المستقبلية لدعم القطاع الصحي
تهدف وزارة الصحة إلى تحقيق نقلة نوعية في مجال الخدمات الطبية بمصر، وذلك عبر توفير تقنيات حديثة تساعد الأطباء على تقديم الرعاية اللازمة بكفاءة وفعالية، وتخفف من الأعباء الصحية على المواطنين. ويتوقع أن يسهم هذا التعاون مع الصين في تحسين جودة الخدمات الصحية، بالإضافة إلى دعم الحكومة المصرية في بناء منظومة صحية مستدامة تحقق الرؤية المستقبلية لقطاع الصحة في مصر.
ويعد هذا المشروع امتدادًا للتعاون المصري-الصيني في مجالات البنية التحتية والرعاية الصحية، والذي يشمل أيضًا شراكات استراتيجية في مجالات الأبحاث الطبية وتطوير المستشفيات وتبادل الخبرات في إدارة الأمراض المزمنة. كما يعكس هذا المشروع مدى التزام مصر بتطوير القطاع الصحي ليواكب التحديات العالمية، مع تأكيدها على تحقيق رفاهية المواطن وضمان استمرارية تقديم خدمات طبية آمنة وموثوقة.
ختاماً
إن الشراكة المصرية الصينية في مجال الرعاية الصحية الذكية تمثل خطوة متقدمة نحو تحقيق جودة عالية في الخدمات الطبية بمصر، وتمكين الأطباء من الاستفادة من أحدث التقنيات في مجال التشخيص والعلاج. ويعد هذا المشروع الطموح دليلاً على التزام الحكومة بتطوير البنية التحتية الصحية وجعلها في مستوى الدول المتقدمة، مما يساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين ودعم الاقتصاد المصري عبر جذب الاستثمارات الأجنبية في مجال الصحة.
للمزيد من اخبار شركات الادوية المصرية والعالمية واخبار سوق الدواء والصحة تابع دواء نيوز– أخبار الدواء علي لينكدن :