الذكاء الاصطناعي يقود تحول صناعة الأدوية
يشهد العالم اليوم تحولاً جذريًا في صناعة الأدوية بفضل التقنيات المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. حيث أصبح لهذه التقنية دور محوري في تسريع عمليات البحث والتطوير، وتحسين كفاءة الإنتاج، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الصحية. تقرير “جاهزية الذكاء الاصطناعي في صناعة الأدوية” الذي أصدرته Pugatch Consilium Ltd. لعام 2024، يكشف أن الذكاء الاصطناعي أصبح الآن أحد المحركات الرئيسية للتطوير في هذا القطاع، حيث تتنافس الشركات العالمية لدمجه في عملياتها اليومية.
1. دور الذكاء الاصطناعي في الابتكار الدوائي
التسريع في اكتشاف الأدوية
- استطاعت شركة موديرنا أن تطور لقاحًا لـ COVID-19 في وقت قياسي باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث تم تحليل البيانات السريرية وتصميم المركبات الدوائية بطرق مبتكرة.
- شركة إنسليكو ميديسن حققت إنجازًا مماثلاً عبر تصميم مركب دوائي في 46 يومًا فقط باستخدام الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 18 شهرًا باستخدام الطرق التقليدية.
تصميم البروتينات بدقة متناهية
- خوارزمية AlphaFold، التي طورتها DeepMind، أصبحت الأداة الرائدة في فهم تركيبات البروتينات المعقدة. استفادت شركات مثل روش ونوفارتس من هذه التقنية لتطوير أدوية تستهدف الأمراض المزمنة مثل الزهايمر والسكري.
تحليل البيانات الضخمة لتحسين الكفاءة
- تعتمد شركات مثل فايزر وسانوفي على الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات هائلة من البيانات السريرية والجينية. يمكن لهذه التحليلات أن تحدد الاتجاهات المحتملة للأمراض وتحسن من فعالية التجارب السريرية.
تحسين تجارب المرضى
- تعمل شركة جلاكسو سميث كلاين على دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوية مخصصة بناءً على البيانات الجينية للمرضى، مما يُمكن من تقديم علاجات أكثر فعالية مع تقليل الآثار الجانبية.
2. شركات الأدوية تتصدر المشهد
استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي
- أعلنت باير عن تخصيص 15% من ميزانية البحث والتطوير الخاصة بها لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين عمليات التصميم الدوائي.
- أسست سانوفي فريقًا متخصصًا للذكاء الاصطناعي تحت مسمى “علوم البيانات”، يركز على تحليل البيانات السريرية باستخدام أحدث الخوارزميات.
شراكات استراتيجية
- تعاونت فايزر مع IBM Watson لتطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات السريرية وتحديد العلاج الأنسب للمرضى.
- قامت شركة أمجين بشراكة مع شركة Atomwise الناشئة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف مركبات دوائية جديدة.
قيادة الابتكار في الشرق الأوسط
- في المنطقة العربية، أعلنت إيفا فارما عن إطلاق مشروع طموح يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات السريرية وتطوير حلول علاجية مخصصة لأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا.
3. الشراكات بين شركات الأدوية وشركات التقنية
اندماج عالمي بين الأدوية والتكنولوجيا
- تمثل الشراكات بين شركات التقنية وشركات الأدوية مثل التعاون بين نوفارتس ومايكروسوفت نموذجًا ناجحًا لتطوير حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي. هذا التعاون يهدف إلى تحسين إدارة البيانات السريرية وتطوير أدوية أكثر دقة.
- شركة أسترازينيكا أعلنت عن شراكة مع Google Cloud لتحليل البيانات البيولوجية والجينية باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تسريع اكتشاف الأدوية.
التوسع في تطوير الأدوية النادرة
- تسعى شركات مثل بريستول مايرز سكويب وميرك إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير علاجات مخصصة للأمراض النادرة. على سبيل المثال، تم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد علاجات مبتكرة لمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS).
تحقيق الكفاءة في التصنيع
- تعمل شركة جلاكسو سميث كلاين على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التصنيع، مما يقلل من التكلفة ويزيد من كفاءة الإنتاج.
4. التطبيقات السريرية ومستقبل الرعاية الصحية
تحسين التجارب السريرية
- تعتمد شركات مثل روش ونوفارتس على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المرضى وتحديد المرشحين الأكثر ملاءمة للتجارب السريرية، مما يقلل من الوقت والتكاليف.
تعزيز الوصول إلى الأدوية
- تستخدم شركات مثل Gilead الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالاحتياجات العالمية للأدوية، مما يساعدها على تحسين إدارة المخزون وتلبية الطلب المتزايد في الأسواق الناشئة.
تقليل الوقت اللازم لتطوير الأدوية
- أظهرت دراسة أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل زمن تطوير الأدوية بنسبة تصل إلى 70%. على سبيل المثال، تمكنت شركة بيوجين من تسريع تطوير أدوية لعلاج أمراض الأعصاب باستخدام هذه التقنية.
5. التحديات والفرص المستقبلية
التحديات
- التكلفة المرتفعة: تطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي يتطلب استثمارات ضخمة، مما قد يمثل تحديًا للشركات الصغيرة والمتوسطة.
- التنظيم والشفافية: لا تزال اللوائح التنظيمية للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة غير واضحة في العديد من الدول، مما يبطئ عملية تبني التكنولوجيا.
الفرص المستقبلية
- التوسع في الأسواق الناشئة: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا رئيسيًا في تحسين الرعاية الصحية في البلدان النامية، حيث يمكن استخدامه لتحليل البيانات الصحية وتحديد العلاجات المناسبة.
- تطوير الأدوية الشخصية: ستتمكن شركات الأدوية من تقديم أدوية مصممة خصيصًا لكل مريض بناءً على تركيبته الجينية واحتياجاته الصحية.
- تحقيق الكفاءة التشغيلية: ستتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي للشركات تحسين عمليات التصنيع وتقليل النفايات، مما يساهم في خفض التكاليف وزيادة الأرباح.
6. توصيات لتعزيز تبني الذكاء الاصطناعي
- الاستثمار في التعليم والتدريب: يجب على شركات الأدوية توفير برامج تدريبية متخصصة لتنمية مهارات الموظفين في مجالات الذكاء الاصطناعي.
- الشراكات مع الجامعات: تعزيز التعاون مع المؤسسات الأكاديمية لتطوير أبحاث مشتركة تركز على التطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي.
- زيادة الوعي العام: العمل على توضيح فوائد الذكاء الاصطناعي لضمان قبول المرضى والمجتمعات للتقنيات الجديدة.
مستقبل صناعة الأدوية بفضل الذكاء الاصطناعي
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل صناعة الأدوية عالميًا، مما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين الرعاية الصحية وتسريع الابتكار. ومع التزام الشركات الكبرى بتطوير تقنيات متقدمة، يبدو أن المستقبل يحمل فرصًا لا حصر لها لتحسين حياة المرضى حول العالم.
للمزيد من اخبار شركات الادوية المصرية والعالمية واخبار سوق الدواء والصحة تابع دواء نيوز- أخبار الدواء علي لينكدن :
www.linkedin.com/company/dawaa-news
