خطوة واعدة نحو استراتيجية أوسع لمكافحة الإيدز عالميًا
اقتربت شركة جيلياد ساينسز خطوة جديدة نحو تحقيق إنجاز طبي هام، حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على مراجعة طلب الترخيص الجديد (NDA) لعقار ليناكابافير (Lenacapavir) كخيار للوقاية قبل التعرض للفيروس (PrEP)، مع تحديد 19 يونيو 2025 كموعد مستهدف لاتخاذ القرار النهائي بشأن الموافقة.
عقار ليناكابافير: نقلة نوعية في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية
يعد ليناكابافير أحد مثبطات الكابسيد للفيروس، وهو دواء قابل للحقن مرتين سنويًا، مما يجعله بديلًا عمليًا وأكثر سهولة للمرضى مقارنة بالعلاجات اليومية مثل تروفادا (Truvada) أو ديسكوفي (Descovy)، اللذين يعتمد عليهما حاليًا للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية.
العقار مُصرح به بالفعل تحت الاسم التجاري “Sunlenca” لعلاج المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يعانون من مقاومة الأدوية الأخرى. لكن التوسع في استخدامه كعلاج وقائي قد يُحدث تغييرًا جذريًا في الوقاية، خاصة للفئات المعرضة للخطر.
نتائج واعدة من التجارب السريرية
يعتمد طلب جيلياد على نتائج التجارب السريرية للمرحلة الثالثة (PURPOSE-1 وPURPOSE-2)، والتي أظهرت فعالية استثنائية للعقار:
- تجربة PURPOSE-1 (رقم NCT04994509): أظهرت عدم تسجيل أي إصابات بفيروس نقص المناعة البشرية بين السيدات المتحولات جنسيًا، مما يعني تخفيض خطر الإصابة بنسبة 100% مقارنة بمعدلات الإصابة الخلفية.
- تجربة PURPOSE-2 (رقم NCT04925752): سجلت حالتي إصابة فقط بين متلقي الليناكابافير، مما يعني تقليل خطر الإصابة بنسبة 96% مقارنة بالعلاج الوقائي اليومي التقليدي.
لماذا يشكل ليناكابافير طفرة في مجال الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية؟
وفقًا للدكتورة ليندا-جايل بيكر، مديرة مركز ديزموند توتو لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية بجنوب إفريقيا، فإن العقار قد يساعد في تجاوز العقبات الاجتماعية والطبية التي تواجه برامج الوقاية التقليدية، مثل:
✅ تقليل وصمة العار المرتبطة بتناول أدوية الوقاية يوميًا، حيث يعاني البعض من التمييز المجتمعي بسبب تخزين أو تناول حبوب الوقاية.
✅ تحسين معدلات الالتزام بالعلاج، حيث توفر الجرعات النصف سنوية بديلاً أكثر ملاءمة للمرضى مقارنة بالأدوية اليومية.
✅ تقديم خيار علاجي أكثر استدامة للفئات الأكثر عرضة للإصابة، مثل العاملين في مجال الجنس، والمتحولين جنسيًا، والشباب في المجتمعات ذات معدلات الإصابة المرتفعة.
الاستراتيجية العالمية لجيلياد في توسيع نطاق الوصول إلى الدواء
إلى جانب تقديم طلب الموافقة في الولايات المتحدة، أعلنت جيلياد أنها قدمت أيضًا طلبات للحصول على تراخيص تسويقية للعقار لدى:
- المفوضية الأوروبية (EC)
- وكالة الأدوية الأوروبية (EMA)
- برنامج EU-M4all، والذي يتيح للسلطات الصحية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل الاستفادة من الموافقات الأوروبية لتسريع إجراءات تسجيل الأدوية محليًا.
في أكتوبر 2024، وقعت جيلياد اتفاقيات ترخيص طوعي مع ست شركات تصنيع أدوية جنيسة لتوسيع نطاق توفر ليناكابافير في 120 دولة منخفضة الدخل وعالية الإصابات، استجابة لدعوات عالمية لتسهيل الوصول إلى أدوية الوقاية من الفيروس في الدول النامية.
الطموح العالمي للقضاء على فيروس نقص المناعة البشرية بحلول 2030
تتماشى هذه الخطوة مع استراتيجية منظمة الصحة العالمية (WHO) 2022-2030، والتي تستهدف:
- تقليل الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية من 1.5 مليون حالة في 2020 إلى 335 ألف حالة بحلول 2030.
- خفض معدل الوفيات من 680 ألف حالة في 2020 إلى أقل من 240 ألف حالة بحلول 2030.
ختامًا: هل يصبح ليناكابافير الحل المثالي لمكافحة الإيدز؟
مع التقدم في الاستراتيجيات الوقائية وإدخال خيارات أكثر كفاءة وأمانًا مثل ليناكابافير، تقترب البشرية من تحقيق اختراق حقيقي في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية. وإذا حصل العقار على الموافقة، فقد يكون نقطة تحول رئيسية في إنهاء الوباء عالميًا، خاصة في المناطق ذات معدلات الإصابة المرتفعة.