في حوار مع د. باسم زيادة، المدير التنفيذي لشركة جولفار مع  CNN Business Arabic كشف عن تفاصيل النهضة الصناعية التي تقودها إحدى أكبر شركات الأدوية في الإمارات والمنطقة، عبر استثمارات نوعية، وتوسعات استراتيجية، وتصميم على تعزيز الاكتفاء الدوائي المحلي والتوسع العالمي.

رأس الخيمة، الإمارات العربية المتحدة – في قلب المنطقة الصناعية بإمارة رأس الخيمة، حيث يقع المقر الرئيسي لشركة الخليج للصناعات الدوائية “جلفار”، يُنتج يوميًا أكثر من مليون عبوة دواء يتم تصديرها إلى أكثر من 40 دولة حول العالم، في مشهد يعكس الطموح والرؤية المستقبلية لشركة انطلقت من الإمارات لتصبح واحدة من أبرز اللاعبين في صناعة الدواء إقليميًا ودوليًا.

بنية صناعية قوية.. وعين على المستقبل

في حواره ، أكد د. باسم زيادة أن الشركة تمتلك حاليًا 10 مصانع تعمل بتقنيات متقدمة، وتنتج أكثر من 300 منتج دوائي، تتنوع ما بين أدوية المستشفيات، والأنسولين، والأدوية البيولوجية، وحتى المنتجات الشهيرة مثل كريم “ميبو” للحروق والجروح، الذي يُصنّع بالكامل داخل مصانع الشركة.

وأشار إلى أن أكثر من 80% من إنتاج جلفار يُخصص للتصدير إلى أسواق في آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، موضحًا أن “هذه القاعدة التصديرية لم تأتِ من فراغ، بل هي ثمرة تراكم استثماري وخبرة تراكمت على مدار سنوات طويلة”.

100 مليون درهم إماراتي لتحديث القاعدة الصناعية

استعرض د. زيادة جانبًا من استراتيجية الشركة خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي ركّزت على تحديث البنية التحتية للمصانع، عبر استثمارات تجاوزت 100 مليون درهم إماراتي، شملت إدخال تقنيات حديثة، وتوسيع محفظة المنتجات، وتطوير خطوط إنتاج جديدة تواكب المعايير العالمية في الجودة والفعالية.

وأشار إلى أن الشركة أطلقت خلال هذه الفترة نحو 34 منتجًا دوائيًا جديدًا، مما ساهم في تلبية الطلب المحلي، وتعزيز قدرة “جلفار” على المنافسة في الأسواق العالمية.

إعادة هيكلة نماذج الأعمال بعد الجائحة

وحول انعكاسات جائحة “كوفيد-19” على نماذج الأعمال، أوضح د. باسم زيادة أن الشركة قامت بـ إعادة النظر في استراتيجياتها التشغيلية والتصديرية، وتبنّت نماذج أعمال مرنة في بعض الدول، من خلال استكمال بعض خطوات التصنيع محليًا لتقليل التكاليف وزيادة الفعالية التشغيلية.

وأضاف: “المرحلة الحالية تستدعي تحولات جذرية في طريقة التفكير والتشغيل.. ونحن نعمل على تعزيز نموذج تصديري قوي يدعم التوسع دون المساس بجودة التصنيع”.

توطين التكنولوجيا ونقل المعرفة

واحدة من أبرز ملامح الاستراتيجية الجديدة التي كشف عنها المدير التنفيذي هي نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة داخل الإمارات، حيث تعمل الشركة على إدخال حوالي 40 تقنية دوائية جديدة إلى الدولة، بما يُعزز موقعها كرافعة صناعية رئيسية في قطاع الدواء.

وفي هذا السياق، تشكّل “جلفار” أحد الأركان الأساسية لمبادرة “اصنع في الإمارات”، المنصة الحكومية التي تدعم الشركات المصنعة محليًا وتفتح أمامها آفاق التصدير العالمي، بما يعزز مكانة الدولة كمركز صناعي دوائي إقليمي.

“جلفار”.. اسم يتردد في كل بيت

واختتم د. باسم زيادة حديثه بالإشارة إلى أن رؤية “جلفار” لا تقتصر على السوق المحلي، بل تمتد إلى أن تكون “اسمًا دوائيًا مألوفًا في كل بيت، داخل الإمارات وخارجها”، من خلال الدمج بين التصنيع عالي الجودة، والالتزام بالمعايير الدولية، والاستثمار المستمر في البحث والتطوير ونقل المعرفة.