في تطور طبي بارز يعزز التقدم في مجال علاج الأمراض الجلدية، كشفت شركتا “سانوفي” و”ريجينيرون” عن نتائج دراسة DISCOVER السريرية التي استهدفت تقييم فعالية وسلامة دواء دوبيكسنت (Dupixent) لدى مرضى الإكزيما التأتبية (Atopic Dermatitis) من ذوي البشرة الداكنة. وقد أُعلنت النتائج خلال مؤتمر “ثورة الإكزيما التأتبية” (RAD 2025)، وشكّلت نقلة نوعية في فهم التحديات السريرية التي يواجهها هؤلاء المرضى في التشخيص والعلاج.
الإكزيما التأتبية: مرض مزمن يتطلب اهتمامًا خاصًا بالبشرة الداكنة
الإكزيما التأتبية، أحد الأمراض الجلدية المزمنة المرتبطة بالتهاب النوع الثاني (Type 2 inflammation)، تُعد أكثر تعقيدًا لدى الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة، حيث يختلف نمط الأعراض عن أولئك ذوي البشرة الفاتحة. على سبيل المثال، يظهر الاحمرار بلون رمادي أو بنفسجي غامق بدلًا من اللون الأحمر، ما يؤدي إلى صعوبات في التشخيص الدقيق، وغالبًا ما يُقلل من شدة الحالة. إضافة إلى ذلك، يعاني هؤلاء المرضى من جفاف شديد بالبشرة، وحكة مزمنة، واضطرابات تصبغ واضحة تُسبب آثارًا نفسية وجسدية كبيرة.
دراسة DISCOVER: تركيز نوعي على فئة مهمشة طبيًا
تعد دراسة DISCOVER أول تجربة سريرية واسعة النطاق تُجريها “سانوفي” و”ريجينيرون” خصيصًا على المرضى من ذوي البشرة الداكنة، الذين يُصنفون ضمن أنواع البشرة IV-VI حسب مقياس فيتزباتريك (Fitzpatrick scale)، والذي يشمل ذوي البشرة البنية الفاتحة حتى السوداء.
وشملت الدراسة 120 مريضًا يعانون من إكزيما معتدلة إلى شديدة، توزعت أعراقهم على: 82% من أصول إفريقية، 11% آسيويين، و7% من أصول عربية وأمريكية لاتينية وهندية. وقد تلقى جميع المرضى علاج دوبيكسنت بجرعات تعتمد على الوزن كل أسبوعين لمدة 24 أسبوعًا.
نتائج مذهلة: فعالية سريعة وشاملة
أظهرت النتائج السريرية تحسنًا كبيرًا في المؤشرات السريرية الأساسية، حيث:
-
76% من المرضى حققوا تحسنًا بنسبة 75% أو أكثر في شدة المرض العام (EASI-75).
-
53% سجلوا انخفاضًا ملحوظًا في مستوى الحكة بمقدار 4 نقاط أو أكثر على مقياس الحكة القصوى (PP-NRS).
-
انخفضت شدة التصبغ التالي للالتهاب بمقدار 53%، حيث تراجع المعدل من 5.1 (متوسط/شديد) إلى 2.4 (خفيف).
-
انخفضت نسبة المرضى المتضايقين بشدة من جفاف الجلد من 78% إلى 18% فقط.
وقد أظهرت التحسينات في بعض الحالات في غضون أسبوعين فقط، ما يعكس فعالية الدواء وسرعة تأثيره.
سلامة دوبيكسنت: نتائج مطمئنة
من الناحية السلامة، لم تُسجل الدراسة أي أحداث جانبية خارجة عن المألوف مقارنة بما هو معروف عن دوبيكسنت في استخداماته الأخرى، حيث بلغ معدل الحوادث الجانبية 42%، وكانت أكثرها شيوعًا:
-
الصداع (3%)
-
التهابات الجهاز التنفسي العلوي (2%)
-
الأكزيما (2%)
-
التهاب الملتحمة (3%)
-
التهاب الملتحمة التحسسي (2%)
أهمية النتائج على المستوى الصحي العالمي
صرّح الدكتور أندرو أليكسيس، أستاذ الأمراض الجلدية بكلية وايل كورنيل للطب، قائلاً:
“هذه النتائج تُعد إنجازًا فارقًا في علاج مرضى البشرة الداكنة، حيث لم يقتصر التحسن على تخفيف الحكة والالتهاب، بل امتد ليشمل تصبغات البشرة والجفاف، وهي أعراض تسبب قلقًا نفسيًا كبيرًا لدى المرضى.”
دوبيكسنت: دواء بيولوجي غير مثبط للمناعة
يعتمد دوبيكسنت على آلية تثبيط إشارات إنترلوكين-4 وإنترلوكين-13، وهما عنصران رئيسيان في التهاب النوع الثاني. ويُعد دواءً بيولوجيًا آمنًا وفعالًا، دون أن يكون مثبطًا عامًا للمناعة، ما يميزه عن العلاجات التقليدية.
حتى الآن، حصل دوبيكسنت على الموافقة في أكثر من 60 دولة لعلاج حالات مثل:
-
الإكزيما التأتبية
-
الربو
-
التهاب الجيوب الأنفية المزمن مع الزوائد اللحمية
-
التهاب المريء اليوزيني
-
حكة العقيدات (Prurigo Nodularis)
-
الشرى التلقائي المزمن
-
مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)
وقد استفاد من هذا الدواء أكثر من مليون مريض حول العالم.
استراتيجية تنموية طموحة: نحو مؤشرات علاجية جديدة
إضافة إلى استخدامه في المؤشرات المعتمدة، يجري حاليًا تقييم دوبيكسنت في دراسات متقدمة لعلاج:
-
الحكة المزمنة مجهولة السبب
-
الفقاع الشبيه بالفقاعات (Bullous Pemphigoid)
-
الحزاز البسيط المزمن (Lichen Simplex Chronicus)
وذلك ضمن برنامج سريري مشترك بين “سانوفي” و”ريجينيرون”، يعتمد على أكثر من 60 دراسة سريرية شملت 10,000 مريض حتى الآن.
أهمية الدراسة للمستثمرين والقطاع الصحي
تُظهر هذه النتائج التزام الشركات الدوائية الرائدة بتوسيع قاعدة البيانات السريرية لتشمل فئات عرقية متنوعة، وهو ما يُعزز من فرص التسويق المستهدف، ويُقلل من فجوات العلاج في المجتمعات المُهمشة. بالنسبة للمستثمرين، يمثل هذا التوجه فرصة استراتيجية لدعم أدوية موجهة بدقة لفئات معينة بناءً على السمات العرقية والجينية.
للمزيد من اخبار شركات الادوية المصرية والعالمية واخبار سوق الدواء والصحة تابع دواء نيوز- أخبار الدواء علي لينكدن :
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *