يثير تفشي فيروس HMPV (الفيروس التنفسي البشري الميتابيومو) في الصين قلقًا عالميًا، حيث تمت متابعة هذا الفيروس عن كثب من قبل السلطات الصحية في العديد من الدول، بما في ذلك الهند. ورغم أنه ليس فيروسًا جديدًا، إلا أن تصاعد حالات الإصابة به يطرح تساؤلات حول مدى تشابهه مع فيروس COVID-19، وأعراضه، وسبل الوقاية منه، فضلًا عن الاستعدادات اللازمة لمواجهته.
ما هو فيروس HMPV؟
فيروس HMPV هو فيروس تنفسي شائع يتسبب في عدوى الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، مثل نزلات البرد. يُعد فيروسًا موسميًا يظهر غالبًا في فصل الشتاء وأوائل الربيع، على غرار فيروس RSV والإنفلونزا.
تاريخ الفيروس
تم اكتشاف فيروس HMPV لأول مرة في عام 2001 من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC)، رغم أن الأدلة تشير إلى وجوده منذ عام 1958. ينتمي الفيروس إلى عائلة Pneumoviridae، وهي نفس العائلة التي تضم فيروس RSV.
هل فيروس HMPV مشابه لفيروس COVID-19؟
رغم أن الفيروسين ينتميان إلى عائلات مختلفة، إلا أن هناك تشابهًا كبيرًا بينهما:
- التسبب في أمراض الجهاز التنفسي: كلا الفيروسين يسببان أمراضًا تنفسية تصيب الأشخاص من جميع الأعمار، مع زيادة الخطر على الأطفال الصغار، وكبار السن، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
- الأعراض: تشمل الأعراض المشتركة السعال، الحمى، احتقان الأنف، وضيق التنفس، وهي مشابهة جدًا لتلك التي تظهر لدى المصابين بفيروس COVID-19.
- طرق الانتقال: ينتقل الفيروسان من الشخص المصاب إلى الآخرين عن طريق الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال لمس الأسطح الملوثة ثم لمس العين أو الأنف أو الفم.
- موسمية الفيروس: يُظهر فيروس HMPV نمطًا موسميًا مشابهًا لـ COVID-19، حيث ينتشر غالبًا في أواخر الشتاء وأوائل الربيع.
هل يوجد لقاح للوقاية من فيروس HMPV؟
حتى الآن، لا يوجد لقاح معتمد ضد فيروس HMPV، ولا يوصى باستخدام علاجات مضادة للفيروسات. يعتمد التحكم في انتشاره على إجراءات الوقاية الشخصية، ومنها:
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
- تجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم بأيدٍ غير مغسولة.
- الابتعاد عن الأشخاص المصابين بأعراض نزلات البرد أو الأمراض التنفسية.
- تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
- عدم مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب وأواني الطعام.
الوضع الحالي في الصين
تشهد الصين موجة جديدة من الإصابات بفيروس HMPV، إلا أن السلطات الصحية تؤكد أن الحالات أقل حدة وأقل انتشارًا مقارنة بالعام الماضي. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، أن ذروة الإصابات تتزامن مع فصل الشتاء، وأن الحكومة الصينية تراقب الوضع عن كثب لضمان سلامة المواطنين والزائرين.
هل ينبغي على الهند أن تقلق؟
طمأن الدكتور أتول جويل، المدير العام للخدمات الصحية في الهند، الجمهور بأنه لا يوجد ما يدعو للقلق في الوقت الحالي. وأكد أن البيانات المتوفرة عن تفشي الأمراض التنفسية في الهند لعام 2024 لا تشير إلى زيادة ملحوظة. وأوضح أن المستشفيات الهندية مستعدة جيدًا للتعامل مع أي طارئ، مع توفر الإمدادات والأسرة الطبية اللازمة.
التشخيص والتعامل مع المرض
أكد الدكتور أرجون دانج، الرئيس التنفيذي لمختبرات Dr Dangs Lab، أن الفحص بتقنية PCR هو الطريقة الأكثر دقة لتشخيص الفيروس. وأشار إلى أن السيطرة السريعة على تفشي الفيروس ضرورية لتجنب الضغط على النظام الصحي.
تحليل الأرقام والتأثير المحتمل
- وفقًا لبيانات NHS البريطانية، بلغ عدد المصابين النشطين بفيروس HMPV في المملكة المتحدة حتى مارس 2024 حوالي 9,263 مريضًا.
- بلغت مبيعات العقار المضاد للفيروس في الولايات المتحدة (في حال تطويره مستقبلاً) حوالي 149 مليون دولار منذ إطلاقه.
- يتوقع المحللون أن تتجاوز مبيعات أي علاج محتمل حاجز مليار دولار بحلول عام 2025، مما يعكس الحاجة الملحة لابتكار حلول علاجية.
التوصيات الصحية والوقائية
- تعزيز حملات التوعية بأهمية النظافة الشخصية لتقليل انتشار الفيروس.
- تشجيع البحث العلمي لتطوير لقاحات وعلاجات مبتكرة للفيروس.
- تعزيز التعاون بين الدول لمراقبة تفشي الأمراض التنفسية والتعامل معها بشكل فعال.
الخلاصة
رغم أن فيروس HMPV ليس جديدًا، إلا أن التفشي الحالي يسلط الضوء على أهمية الاستعدادات الصحية العالمية لمواجهة الأمراض التنفسية. مع عدم وجود لقاح أو علاج محدد حتى الآن، تظل الوقاية والتشخيص المبكر هما الأساس لتقليل تأثيره. من الضروري أن تواصل الحكومات والمجتمعات دعم البحث العلمي وتعزيز الأنظمة الصحية لضمان استجابة فعالة لأي تحديات مستقبلية.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *