أعلنت شركة أسترازينيكا (AstraZeneca) عن نتائج إيجابية مبكرة من دراسة MATTERHORN السريرية في مرحلتها الثالثة، والتي أظهرت أن العلاج المحيطي (perioperative) باستخدام عقار إيمفينزي (durvalumab) بالتزامن مع نظام العلاج الكيميائي القياسي FLOT (فلورويوراسيل، لوكوفورين، أوكساليبلاتين، ودوكيتاكسيل) قد أدى إلى تحسينات ذات دلالة إحصائية وسريرية في معيار الدراسة الأساسي وهو البقاء بدون أحداث (Event-Free Survival – EFS)، مقارنة بالعلاج الكيميائي وحده.

وتركّزت الدراسة على المرضى الذين يعانون من سرطان المعدة أو سرطان الوصلة المعدية المريئية (GEJ) في مراحل مبكرة أو موضعية متقدمة (المراحل II، III، IVA) مع قابلية لإجراء الجراحة. وقد شمل البروتوكول العلاجي إعطاء إيمفينزي قبل الجراحة بالتوازي مع FLOT، ثم استكمال العلاج بعد الجراحة باستخدام إيمفينزي مع الكيميائي، يليه فترة من العلاج الأحادي بعقار إيمفينزي.

نتائج حاسمة: تقليص خطر التفاقم أو الوفاة بنسبة 29٪

أظهرت نتائج التحليل المرحلي المخطط له في الدراسة، أن النظام العلاجي القائم على إيمفينزي أدى إلى تقليص خطر تقدم المرض أو تكراره أو الوفاة بنسبة 29٪ مقارنة بالعلاج الكيميائي وحده، وذلك بناءً على نسبة الخطر (HR) البالغة 0.71، بفاصل ثقة 95% (0.58 – 0.86) وبقيمة إحصائية عالية (p<0.001).

وحتى موعد التحليل، لم يتم الوصول إلى متوسط البقاء بدون أحداث في مجموعة إيمفينزي، مقابل 32.8 شهرًا في المجموعة المقارنة. كما أظهرت النتائج أن نسبة المرضى الذين ظلوا خالين من الأحداث بعد عام من العلاج بلغت 78.2٪ في مجموعة إيمفينزي، مقابل 74.0٪ في المجموعة الأخرى. وبعد 24 شهرًا، بلغت النسبة 67.4٪ مقابل 58.5٪، ما يدل على فارق متزايد في الفعالية مع مرور الوقت لصالح العلاج المناعي الجديد.

💬 آراء الخبراء: “يجب أن يصبح المعيار الجديد للرعاية”

صرّحت الدكتورة يلينا جانجيجيان، كبيرة أطباء الأورام في مركز “ميموريال سلون كيترينج” للسرطان في نيويورك، والمحقق الرئيسي في الدراسة:

“رغم خضوع المرضى للجراحة والعلاج الكيميائي بهدف الشفاء، إلا أن نسب التكرار لا تزال مرتفعة. نتائج تجربة MATTERHORN أظهرت أن أكثر من ثلثي المرضى الذين تلقوا نظام إيمفينزي لم يصابوا بانتكاسات خلال عامين، وهذه النتائج ترشحه بقوة ليصبح معيار الرعاية الجديد في هذه المرحلة من المرض.”

وأضاف الدكتور كريستيان ماساتشيزي، المدير الطبي لشركة أسترازينيكا ومدير تطوير الأورام:

“هذا النظام العلاجي المناعي المحيطي يُظهر إمكانات قوية في تغيير معايير علاج سرطانات المعدة والوصلة المعدية المريئية في المراحل المبكرة. لقد أثبت قدرته على تقليص مخاطر التقدم أو الوفاة، وهو ثالث دراسة ناجحة لاستخدام إيمفينزي في العلاج المحيطي عبر أنواع مختلفة من الأورام.”

 ما أهمية هذه النتائج؟

يُعد سرطان المعدة والوصلة المعدية المريئية من أكثر أنواع السرطان فتكًا عالميًا، وغالبًا ما يُكتشف في مراحل متقدمة تتطلب تدخلاً جراحيًا معقدًا. وعلى الرغم من توفر علاجات كيميائية فعالة، إلا أن معدلات الانتكاس والوفيات لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا. وهنا يأتي الدور المحوري للعلاجات المناعية مثل إيمفينزي، والتي تعمل على تعزيز استجابة الجهاز المناعي لمكافحة الخلايا السرطانية بفعالية أكبر.

 إيمفينزي: آلية عمل مبتكرة

يعمل إيمفينزي كـ مثبط لنقطة التفتيش المناعي PD-L1، مما يمنع الخلايا السرطانية من تعطيل الجهاز المناعي، ويسمح للخلايا التائية بالاستمرار في مهاجمتها. وقد أظهرت الدراسات السابقة فاعليته في علاج عدة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة والمثانة والكبد، والآن تُضاف سرطانات الجهاز الهضمي العلوي إلى القائمة.

خطوة نحو تحسين فرص الشفاء

تعكس هذه النتائج مدى أهمية إدخال العلاجات المناعية في المراحل المبكرة من المرض، حيث تكون فرص الشفاء التام أكبر. وتشير إلى أن استخدام إيمفينزي كجزء من خطة علاج شاملة قبل وبعد الجراحة يمكن أن يُحسّن النتائج طويلة الأمد ويقلل من الحاجة للعلاجات الإضافية لاحقًا.