في خطوة تاريخية نحو الاكتفاء الدوائي الذاتي: MS Pharma تفتتح أول مصنع للأدوية البيولوجية في السعودية

الرياض – دواء نيوز
في إنجاز غير مسبوق يعكس طموحات المملكة في توطين الصناعات الحيوية، أعلنت شركة إم إس فارما (MS Pharma) عن افتتاح أول منشأة تصنيع للأدوية البيولوجية في المملكة العربية السعودية، وذلك تحت رعاية معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ بندر الخريف، وبحضور نخبة من كبار المسؤولين الحكوميين، ورجال الصناعة والأعمال، إلى جانب رئيس مجلس إدارة الشركة السيد غياث سوكتين، والرئيس التنفيذي السيد كالي كاند، والمدير العام لفرع الشركة في المملكة السيد فهد العتيبي.

مصنع من الجيل الجديد: تركيبة – تعبئة – تجميد

تُعد المنشأة الجديدة، التي تقع في مدينة الرياض، أول مصنع في السعودية والشرق الأوسط يضم قدرات متكاملة تشمل التركيب، التعبئة، التجميد بالتجفيف (Lyophilization)، وهو ما يُمكّنها من إنتاج أدوية معقدة مثل الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (Monoclonal Antibodies)، ويجعلها لاعبًا محوريًا في صناعة الأدوية البيولوجية بالمنطقة.

تجاوزت الاستثمارات المباشرة في المصنع 200 مليون ريال سعودي، وتم تصميمه وفقًا لأعلى المعايير العالمية المعتمدة من الهيئات الرقابية مثل الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية (SFDA)، وهيئة الأدوية الأوروبية (EMA)، وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).

دعم لرؤية المملكة 2030

في كلمته خلال الحفل، صرّح السيد غياث سوكتين، رئيس مجلس إدارة MS Pharma:

“نفخر في إم إس فارما بأن نكون جزءًا من التحول الصناعي الكبير الذي تقوده المملكة، وهذا المصنع لا يمثل فقط إنجازًا صناعيًا، بل هو تعبير عن التزامنا الاستراتيجي بتقديم علاجات بيولوجية عالية الجودة من داخل السعودية إلى العالم.”

من جهته، أشار الرئيس التنفيذي للشركة السيد كالي كاند إلى أن المشروع يشكّل “مُحفزًا للتغيير والتحول” في صناعة الأدوية البيولوجية، قائلاً:

“هذا المصنع يدعم أهداف رؤية السعودية 2030 عبر تحفيز التنوع الاقتصادي، وتعزيز الأمن الدوائي، وخلق فرص عمل ذات قيمة مضافة، وتوفير علاجات فعالة ومستدامة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مهددة للحياة.”

تقنيات مبتكرة واكتفاء إقليمي

يتميّز المصنع بوجود أول مختبرات تحليلية بيولوجية داخلية في المملكة، مما يقلل من الاعتماد على خدمات الاختبار الخارجية، ويُسرّع من عمليات التسجيل والوصول السريع للعلاجات، خاصة في الحالات الحرجة.

وقد صُممت المنشأة لتخدم ليس فقط السوق السعودي، بل أيضًا أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)، إضافة إلى أسواق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مما يعزز من مكانة MS Pharma كلاعب إقليمي بارز في مجال تصنيع الأدوية الحيوية.

بناء الكفاءات وتوطين المعرفة

إلى جانب التأثير الصناعي والتجاري، تؤدي المنشأة الجديدة دورًا محوريًا في توطين التقنيات الدوائية وبناء جيل جديد من الكفاءات السعودية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية، حيث تم تصميم برامج تدريب متكاملة بالتعاون مع الجامعات المحلية والمراكز البحثية، لتأهيل شباب سعوديين قادرين على قيادة مستقبل هذا القطاع الحيوي.

الأدوية البيولوجية: المستقبل يبدأ من هنا

تمثّل الأدوية البيولوجية مستقبل العلاج للعديد من الأمراض المعقدة مثل السرطان، وأمراض المناعة الذاتية، والأمراض المزمنة النادرة. وفي ظل تسارع الاعتماد العالمي على هذا النوع من العلاجات، فإن وجود منشأة تصنيع محلية بهذا المستوى يعد خطوة استراتيجية تعزز من الاستقلال الدوائي الإقليمي.

ختامًا: السعودية مركز إقليمي للتقنية الحيوية

يجسّد افتتاح هذا المصنع تحوّلًا نوعيًا في مشهد صناعة الأدوية في المملكة، ويؤكد أن الرياض باتت مركزًا إقليميًا متقدمًا للتقنيات الدوائية الحيوية، بفضل الدعم الحكومي، والشراكات العالمية، والتزام الشركات الرائدة مثل MS Pharma.

ويُتوقع أن تفتح هذه المنشأة الباب أمام موجة جديدة من الاستثمارات، والابتكارات، والتحالفات الصناعية التي ستُعزز من موقع المملكة كمركز صناعي ودوائي متقدم في الشرق الأوسط.