إستثمارات دوائية عربية: 5.4 مليار دولار تدفع بالإمارات للصدارة.. وسانوفي وأسترازينيكا يقودان المعركة

 صحوة دوائية غير مسبوقة

في ظلّ تحوّلات جيوسياسية وتغيرات طبية متسارعة، تشهد المنطقة العربية طفرة استثمارية في قطاع الأدوية، تُوّجت بتقرير صادم من “المؤسسة العربية لضمان الاستثمار” يكشف: 5.4 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة خلال عامي ٢٠٢٣-٢٠٢٤، حيث تستأثر ٤ دول – الإمارات والسعودية والجزائر ومصر – بـ ٧٧% من هذه المشاريع. هذا التقرير التحليلي يُفكّك الأرقام ويُضيء على الفرص الذهبية للمستثمرين والعاملين في القطاع الصحي.

خريطة الاستثمار الدوائي العربي

الدول الأربع الكبار: محرّك النمو

• الإمارات: تتصدر المشهد بـ مشاريع نوعية في أبوظبي ودبي، مدفوعة بـ بنية لوجستية متطورة ومراكز أبحاث جاذبة.

• السعودية: تدفع بـ رؤية ٢٠٣٠ لتعزيز التصنيع المحلي، مع تركيز على تقليل فاتورة الاستيراد.

• مصر: تسجل أعلى استثمار منفرد (٥٠٠ مليون دولار لشركة فارما أوفرسيز)، مستفيدة من اليد العاملة المؤهلة.

• الجزائر: تظهر كـ الوافد الجديد بقوة، بدعم حكومي لسدّ الفجوة الدوائية.

“هذه الدول حوّلت المنطقة من مستهلك إلى شريك في الصناعة الدوائية العالمية” — د. خالد القاسم، خبير اقتصاديات الصحة.

نسب تفصيلية تكشف الهيمنة

عمالقة العالم يغزون السوق العربية

المملكة المتحدة: القائد التاريخي

• ٢٦ مشروعاً باستثمارات ٨١١ مليون دولار منذ ٢٠٠٣.

• أسترازينيكا تتصدر بـ ٩ مشاريع، منها مصنع في دبي للإنتاج الحيوي.

فرنسا: إمبراطورية سانوفي

• ٩ مشاريع في المغرب ومصر، تركز على لقاحات الأمراض الاستوائية.

المفاجأة الكورية: RAFA تهزم الجميع في خلق الوظائف!

• ٣,٠٠٠ وظيفة في مصنعها السعودي – أكبر مساهم في التشغيل (١٢%).

ظاهرة فارما أوفرسيز: العملاق المحلي الذي هزم العمالقة

• استثمار ٥٠٠ مليون دولار (٩% من إجمالي القيمة) في مجمع دوائي بمصر.

الوظائف.. الوجه الإنساني للاستثمار

• ١٨,٦٠٠ وظيفة مُستحدثة: ٧٤% منها في الدول الأربع الكبرى.

• تحليل المهارات المطلوبة:

  • ٤٥% كوادر فنية (تصنيع، مراقبة جودة).

  • ٣٠% باحثين في التطوير الدوائي.

  • ٢٥% إدارة وسلسلة توريد.

• تأثير جانبي: ارتفاع الطلب على برامج التدريب المتخصصة في الجامعات العربية.

الاستثمارات البينية العربية.. طموح يحتاج دفعاً

الدول الـ٦ الأكثر نشاطاً (السعودية، الكويت، الإمارات، مصر، الأردن، المغرب):

• ٢٥ مشروعاً فقط خلال ٢٢ عاماً!

• القيمة: ١.٦ مليار دولار (٣٠% من الإجمالي).

• لماذا هذا الضعف؟

  • نقص التمويل المشترك بين الحكومات.

  • حواجز جمركية بينية.

  • غياب استراتيجية تبادل تكنولوجي موحّدة.

“لو اتحدت استثماراتنا البينية، كنا دخلنا نادي العشرين الدوائي” — مها السديري، رئيسة اتحاد مصنعي الأدوية العرب.

الفصل الخامس: مخاطر وتحديات ٢٠٢٥

حذّر تقرير “ضمان” من:

• تقلّص التمويل العالمي بسبب الأزمات الاقتصادية.

• ارتفاع كلفة الأبحاث مع تعقيد المواصفات الدوائية.

• منافسة شرسة من الهند وتركيا في الأدوية الجنيسة.

• الحلّ المقترح: شراكات بين القطاعين العام والخاص (PPP).

مستقبل القطاع.. توقعات مذهلة حتى ٢٠٣٠

• تضاعف مبيعات الأدوية إلى ٧٠ مليار دولار عربياً.

• التركيز على ٣ ثورات:
  ١. التخصيص الدوائي (أدوية حسب الجينات).
  ٢. تصنيع اللقاحات محلياً بعد دروس “كوفيد-١٩”.
  ٣. الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الجزيئات الجديدة.

• الإمارات والسعودية ستصبحان مركز تصدير لدول أفريقيا وآسيا.

وصايا لمستثمري القطاع الصحي

١. التركيز على التصنيع لا التوزيع: فجوة الـ ٤٥% أدوية مستوردة فرصة ذهبية.
٢. دخول أسواق الجزائر والمغرب: أقل منافسة وطلب متصاعد.
٣. التحالف مع جامعات عربية: لتطوير كفاءات محلية بدل الاستيراد.
٤. استغلال اتفاقيات التبادل الحر (مثل اتفاقية الإمارات-الهند).

“من يسيطر على صناعة الدواء.. يسيطر على مستقبل الصحة في المنطقة” — د. نورة المرزوقي، استشارية السياسات الدوائية.